مواقيت الصلاة
الفجر : 04:59
الشروق : 06:16
الظهر : 11:22
العصر : 14:08
المغرب : 16:47
العشاء : 17:40
منتصف الليل : 22:38
الإمساك : 04:50
X
X
الاعلان

الصلاة في كلام أمير المؤمنين عليه السلام

الصلاة في كلام أمير المؤمنين عليه السلام

الصلاة في كلام أمير المؤمنين عليه السلام

ورد في نهج البلاغة من كلام أمير المؤمنين عليه السلام أحاديث كثيرة، يتحدّث فيها الإمام عن الصلاة وذِكْر الله سبحانه. ولكثرة هذه الأحاديث تصدّى بعض العلماء لتأليف كتاب في هذا المجال بعنوان: "الصلاة في نهج البلاغة". يقول إمام الموحّدين: "إنّ الله جعل الذكر جلاء للقلوب تسمع به بعد الوقرة، وتُبصر به بعد العشوة، وتنقاد به بعد المعاندة" . نعم إنّ الصلاة تمنح الإنسان البصيرة والرؤية الواضحة، كما أنّ التقوى تمنح البصيرة والفرقان. ثم يذكر الإمام عليه السلام بركات الصلاة فيقول: "قد حفّت بهم الملائكة، ونزلت عليهم السكينة، وفتحت لهم أبواب السماء، وأعدّت لهم مقاعد الكرامات". وفي خطبة أخرى يقول عليه السلام: "وإنّها لتحُتُّ الذنوب حتّ الورق، وتُطلقها إطلاق الربق" .

نعم، إنّ الصلاة لتسقط الذنوب عن كاهل الإنسان كما تسقط أوراق الشجر، وتعتق رقبة العبد من حبل الذنوب. ولقد شبّهها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بعين الماء تكون على باب بيت الرجل، فهو يغتسل منها في اليوم والليلة خمس مرّات، فما عسى أن يبقى عليه من الدرن. وقد عرف حقّها رجال من المؤمنين الذين لا تشغلهم عنها زينة متاع، ولا قرّة عين من ولد، ولا مال .

وفي الخطبة 196 من نهج البلاغة نقرأ قول الامام عليّ عليه السلام: "ولكنّ الله يختبر عباده بأنواع الشدائد، يتعبّدهم بألوان المجاهد، ويبتليهم بضروب المكاره، إخراجًا للتكبّر من قلوبهم،وإسكانًا للتذلّل في نفوسهم، وليجعل ذلك أبوابًا فتحاً إلى فضله، وأسبابًا ذلّلًا لعفوه..." إلى أن يقول: "وعن ذلك ما حرس الله عباده المؤمنين بالصلوات والزكوات ومجاهدة الصيام في الأيام المفروضات تسكيناً لأطرافهم، وتخشيعاً لأبصارهم، وتذليلاً لنفوسهم، وتخفيضاً لقلوبهم، وإذهاباً للخيلاء عنهم، لما في ذلك من تعفير عتاق الوجوه بالتراب تواضعاً، وإلصاق كرائم الجوارح تصاغراً" .

إنّ الصلاة تمنح وجود الإنسان كلّه الطمأنينة والسكينة، وتجعل العيون والأبصار خاشعة خاضعة، وتلجم النفوس المتمرّدة، وتليّن القلوب القاسية، وتمحو التكبُّر والغرور: "إنْ أوحشتهم الوحشة آنسهم ذكرك" . إنّ ذكر الله هو المؤنس المطمئن عند الاضطّراب والوحشة، لكن من الواضح، أنّ كل البشر لن يتمكّنوا من الوصول إلى هذه الدرجات، فيأنسوا بالصلاة، ويربحوا هذه التجارة العظيمة، نعم، هناك ثلّة فقط عشقوا الصلاة، وذابوا في محرابها، وذكروا الله حقّ ذكره، بحيث لا يستبدلون هذا العشق، وهذا الذكر، بالدنيا وما فيها.

| 10414 قراءة

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد