وصيَّتي للجميع "أقيموا الصلاة"
1- ينبغي للآباء والأمّهات تحفيز الأبناء وإرشادهم إلى الصلاة بالقول والعمل.
2- وعلى المعلّمين إرشاد طلّاب المدارس والجامعات نحو هذه الحقيقة الساطعة.
3- فليغتنم الفضلاء والعلماء المحترمون فرصة وجود إمام الجماعة في المراكز التعليمية والأقسام الداخليّة للطلبة ولهذا الجيل الجديد.
4- وعلى مؤلّفي الكتب الدراسيّة إدراج أسرار الصلاة ودروسها في الكتب الدراسيّة.
5- وعلى وزارة الإرشاد ومنظمة الإعلام والإذاعة والتلفزيون استغلال الفنّ خصوصاً فنّ السينما، لبيان هذا الدرّ (الصلاة) وإظهار صورة المصلّي.
6- وعلى الفنّانين الأعّزاء أن يُعمِلوا يدَ الفنّ القديرة التي بحوزتهم في هذا الأمر الجدير، وذلك بلسان الشعر والقصّة والرسم وما شابه، وبإبداعهم للآثار الفنية النوعيّة بل الممتازة.
7- وعلى المعلّمين والمدراء في المدارس، وعلى المسؤولين في مختلف المراكز، أن يشجّعوا المصلّين من خلال حضورهم هم في صفوف الصلاة.
8- وينبغي، خلال الاجتماعات العلميّة والثقافيّة والتعليميّة والتبليغيّة، أداء الصلاة في وقتها كمصدر إلهام للصدق والهداية.
9- وعلى الكتّاب أن يكتبوا وعلى خطباء الإسلام أن يتحدّثوا عن الصلاة، وذكر مفهومها وفلسفتها وأهدافها وآثارها وبركاتها وأحكامها.
وعلى الناس إحياء المساجد بحضورهم في صلوات الجماعة التي هي أفضل كيفيّة لأداء الصلاة.
وينبغي أن تبنى بيوت الصلاة والمساجد في كلّ الأماكن والمؤسّسات والتجمّعات العامّة، الّتي يجتمع فيها الناس عادة، كالمطارات ومحطات القطار والموانئ ومحطات سيّارات النقل العامّ والدوائر الحكوميّة والمنتزهات وأمثالها. وإضافة إلى كلّ هذا، على الناس اعتبار كلّ أرضٍ طاهرةٍ ومناسبةٍ مسجداً عند دخول الوقت والصلاة فيها.
وهذه وظيفة كلّ فردٍ وكلّ طبقات الشعب، فيجب على الجميع أن يعملوا بدورهم لتعميم هذه الفريضة الجماعيّة، وفي هذه الحالة يكون مجتمعنا الإسلاميّ، الذي استطاع إقامة الصلاة، مصداقاً للآية الكريمة ﴿الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ﴾1 وصدق الله العليّ العظيم.
أسأل الله أن يوفِّق جميع المسلمين لأداء هذه الفريضة الإلهية على الوجه الصحيح. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته2
الوصيّة الأكيدة: الأنس بالصلاة
وصيّتي الأكيدة للجميع، ولا سيّما الشباب، هي الأنس بالصلاة والالتذاذ بها، أي أن يقيموا الصلاة مع فهمٍ لمعانيها وشعورٍ بالحضور لدى حضرة الربّ المتعال، جلّت عظمته، وأن يسهّلوا بالممارسة هذا العمل على أنفسهم، ليتمكّنوا من الإتيان بالنوافل، لا سيّما نافلتي الصبح والمغرب أيضاً. وإن كان بين الأرحام والأقرباء والأصدقاء من حرَمَ نفسه من فيض الصلاة، فليردعوه عن ارتكاب هذا الذنب الكبير والخسارة العظمى، وليكن ذلك بالحكمة والموعظة الحسنة. طبعاً، على الآباء والأمّهات مسؤولية أكبر تجاه أبنائهم، لا سيّما الأحداث.
اعمروا المساجد وصلّوا الجماعات
1- فليسعَ كلّ مصلٍّ أن يؤدّي صلاته ملتفتاً إلى معاني الكلمات، أي أن يتكلّم في أثناء الصلاة، مع الإله العزيز الرحيم. فذلك هو المنبع الفيّاض الذي يروي ظمأ روح المصلّي. بيد أنّ هذا المعنى يجب أن لا يُتّخذ كذريعة لترك الصلاة بسبب عدم حصول مثل هذا التوجّه. فهي -أي الصلاة- على كلّ الأحوال واجبٌ وفريضة، وإنَّ تارك الصلاة يُضيّع أثمن فرصة للارتباط بالله جلّ وعلا.
2- يجب على الجهات المعنيّة إعداد ترجمات للصلاة على كافة المستويات، وطبعها على أوراق، وتوزيع ملايين النسخ منها في كلّ مكان، ليتسنّى للجميع فهم معاني كلمات الصلاة.
3- يجب أن يحلّ فصلٌ جديدٌ من فصول إقامة الصلاة في قرى البلاد، مثلما حلّ - والحمد لله - على نطاق واسع في مدن البلاد. عليكم أن تنطلقوا طبق برنامج شامل لإشاعة صورة ومعنى الصلاة في القرى.
4- حبّذا لو يُرسَل من المدن التي يوجد فيها حوزات علميّة وطلبة علوم دينيّة، مجموعاتٍ منهم إلى القرى في ليالي الجمعات. وليكن الشعار الأوّل لهؤلاء الأشخاص الذين يبلّغون الدين والقيم المعنويّة، هو إقامة الصلاة.
5- الأجدر بعلماء الدين والفضلاء الذين يعملون في مختلف القطاعات الحكوميّة أن يعْمُروا المساجد التي لا تقام فيها صلاة الجماعة، وأن يعتبروا إمامة الصلاة في المسجد بمثابة واجب كبير.
6- على المسؤولين المعنيّين في مختلف القطاعات الحكوميّة أن يتابعوا بجدّ التعليمات والأوامر التي يصدرها الوزراء المحترمون بشأن الصلاة، وعلى كلّ القطاعات، وفي جميع المستويات أن يكون لهم شرف المشاركة في هذا الجهد المقدّس والحصول على نصيب من ثوابه.
7- ورد ذكر الصلاة في أغلب الموارد في القرآن الكريم مقروناً بذكر الزكاة. فمثل الزكاة أيضاً كمثل الصلاة، بحاجة إلى جهود لا تعرف الكلل وسعي صادق ومتواصل.
من المؤمّل أن تكون لكم، أيّها الأعزاء، مشاركة أيضاً في هذا الميدان الجديد. وعلى كلّ من يجد في نفسه القدرة على إشاعة موضوع الزكاة وتبيينه أن يبادر ويشمّر عن ساعد الهمّة، ليترك لنفسه في هذا المجال صدقة جارية3.
علّمني كيف أحبّ الصلاة
1- على العارفين والمتصدّين للمعارف الإسلاميّة بيان شأن الصلاة وجوهرها ومحتواها وتأثيرها العميق في النفس بأساليب بليغة ومعبّرة، لا سيّما المتخصّصين في حقل الفنّ، إذ يمكنهم تسخير وسيلة الفنّ المؤثّرة لإنجاز هذه الغاية.
2- على الآباء والأمّهات تعليم هذه الفريضة لأولادهم سواء من ناحية الصورة أو المضمون-. وإذا كان لا بدّ لهم من الاستعانة بالآخرين، فعليهم بقراءة الكتب الجميلة المبسّطة لأطفالهم في هذا المجال.
3- على معلّمي المدارس المسارعة قبل الآخرين إلى الصلاة عند حلول وقتها، وحثّ الفتيان ذكوراً وإناثاً على الحضور في مصلّيات المدارس.
4- يجب على المسؤولين التربويّين في المدارس أن يجعلوا الصلاة في مقدّمة برامجهم التربويّة.
5- أن يجعل مسؤولو القطاع الرياضيّ في البلد جوّ الرياضة مفعماً بذكر الصلاة وإقامتها. وعند تحديد أوقات المباريات الرياضيّة، عليهم تخصيص وقت للصلاة وجعل الأجواء مهيّأة من حيث الزمان والمكان لإقامة الصلاة في وقتها.
6- على المسؤولين عن حركة وسائل النقل، كالطائرات والقطارات وغيرها، أن يضعوا نصب أعينهم حين البرمجة لحركة هذه الوسائل، توفير الظرف الزمانيّ والمكانيّ الذي يتيح للمسافر أداء الصلاة في وقتها.
7- يجب على أئمّة الجماعة المحترمين أن يجعلوا المساجد نشطة وقادرة على استقطاب الناس على الدوام، وأن تتضمّن برامجهم تعليم مفهوم الصلاة وجوهرها بشكل حديث وجذّاب.
8- على مؤلّفي كتب المعارف للمدارس الإعداديّة والجامعات أن يجعلوا الصلاة من ضمن المواضيع التي تتناولها تلك الكتب، وأن يبحثوا بنحو علميٍّ ودقيق.
9- على الشباب الأعزّاء أن يخصّصوا دقائق من وقتهم لأداء الصلاة، ويجب أن يؤدّوها بانتباه وحضور قلب طالما لديهم الاستطاعة، ليؤمّنوا لنفوسهم وأرواحهم أساسَ حياة عامرة بالذكر والخشوع والتضرّع.
10- على الجميع أن يقدّموا الصلاة، التي هي الدواء الشافي للروح ومبعث الصفاء والسكينة والنورانيّة، على جميع الأعمال الأخرى، وأن لا يحرموا أنفسهم منها مهما كانت الظروف. ولا يفرّطوا، بسبب كثرة المشاغل والمشاكل، بهذا الحضور المبارك بين يدي الخالق الرحيم والكريم والعزيز4.
اجعلوا المساجد كقلوب الشباب
إنّ توصيتي هي أن تجعلوا المساجد كقلوب الشباب طاهرة ومزيّنة ومليئة بالحماس والدافع والنشاط. إنّ المسجد أيضاً لا بدّ أن يكون بؤرةً تلمع فيها مشكاةُ الصلاة ويسطعُ منها نورُ المعرفة والمحبّة والأنس والصفاء.
على أئمّة الجماعة ومجالس الأمناء والخدم الموظفين والمتبرّعين أن يستشعروا وجوب القيام بجزء من هذا العمل العظيم والمؤثّر على عاتقهم5.
يجب أن تزهر فينا الصلاة 6
يجب أن تُخطّط وتنفّذ جميع الجهود الثقافيّة والفنّيّة والبرمجة التعليميّة وغير ذلك، بحيث تزدهر الصلاة يوماً بعد يوم، وعلى أحسن نحو، بين الناس، وخصوصاً الشباب والأحداث، وينهل الجميع نهلاً حقيقيّاً من ينبوع الطهر والأنوار هذا. ولا شكّ أنّ الأجهزة المتعدّدة المسؤولة عن الشؤون الثقافيّة والتعليميّة والإذاعة والتلفزيون، والقائمين على إدارة المساجد، يجب أن يشعروا بالمسؤولية أكثر من الآخرين.
أبلغ من كلّ قرار
أنـتـم، أيّهـا القـائمـون علـى هـذا الملتقى ، الذين لا تخفى جهودكم على أحـد، ركّزوا جهودكم على التعريف بالصـلاة بـشكـلٍ صحيح، فإنّ هذا الأمر أفضل من كلّ بلاغٍ أو أمـر أو مرسوم .
إنّ القلـوب جُـبلـت علـى الـبحـث عـن المعنويّة ، عليكم الإرشاد إلى هذا الصـراط المستقيم وإلى هذا الـدواء النـاجـع وهـذه النافذة المفرحة.
هذا هو الذي يـجعـل الصـلاة عـامّـةً، ويمزجها بالمعنوية والشغف والعشق، ويكشف للعيان حقيقة المقولة التي تقـول "الصـلاة معراج المؤمن" ، و"الصلاة خير موضـوع، مـن شاء استقلّ ومن شاء استكثر". إنّنا، ومن أجل تحقيـق هـذا التـطلّـع العظيم ، علينا المزج بين الفكـر والفـنّ والمحفّزاتوالمحفّزات7.
وصايا الصلاة
أوصي جميع المتصدّين لهذه المهمّة وسائر المدراء المسؤولين في البلاد بما يأتي:
1- السعي الدؤوب والجهد العامّ المتواصل من أجل تبيان عمق الصلاة وكشف أسرارها وجمالها، وإدخال الأقوال البديعة الثرّة ذات المغزى والمضامين الجديدة في هذا المضمار في كتب المعارف في الجامعات، والكتب الدراسيّة لمراحل ما قبل الجامعة والكرّاسات الصغيرة المبسّطة.
2- نشر الأحكام الفقهيّة للصلاة بشكل سهل وميسّر، وإعداد الكرّاسات والأشرطة الصوتيّة والمرئيّة المناسبة لوضعها في متناول الشعوب الأخرى.
3- بثّ الأذان المنبعث من الحناجر ذات الصوت الجميل الشجيّ في كلّ مكان، وأن لا يبقى حيّ أو مدينة محرومة من سماع نغمة الأذان.
4- تنظيف المساجد بشكل مناسب، وأن تعتبر خدمة المسجد عملاً وصفة عامّة وشعبيّة.
5- إقامة صلاة الصبح في المساجد.
6- أن تقام صلاة الجمعة، في أي مدينة بمشاركة العقلاء وأهل المعرفة في لجان "إقامة صلاة"، لهي أكثر فائدة وثماراً.
7- أن يتصدّى مدراء الأجهزة الإداريّة والحكوميّة بأنفسهم لإقامة الصلاة في دوائرهم.
8- أن يأخذ تعليم الصلاة في المعسكرات، والعمل بها طابعاً جدّيّاً أكثر ممّا عليه حاليّاً.
9- بناء المساجد بالقدر الكافي على الطّرق البريّة (العابرة للصّحارى)، وأن يكون هناك مسجد مفتوح ليلاً ونهاراً في المدن الواقعة على الطريق.
10- أن يكون المسجدَ الجامعَ أولُ بناء يُشيّد في المدن والأحياء التي تُنشأ حديثاً، ويكون المركزَ الحقيقيّ لتلك المدينة أو الحيّ.
11- أن تقام الصّلاة عند حلول وقتها في كلّ الاجتماعات، أمّا الاجتماعات التي تتعذّر فيها إقامة الصلاة، بسبب كثرة الناس أو لأيّ سبب آخر، فلا بدّ أن ينظّم وقتها بالشكل الذي لا يتعارض مع وقت الصلاة.
12- وبإيجاز: اجعلوا وضع مدن البلاد وقُراها بصورةٍ يشعر كلّ من يدخلها بأجواء الإهتمام بالصلاة، وموضع إقامتها8.
* كتاب من أعماق الصلاة.
1- سورة الحج، 41.
2- رسالة الإمام الخامنئي إلى المؤتمر السنوي الثالث للصلاة 1414هـ.
3- رسالة الإمام الخامنئي إلى المؤتمر السنوي الثامن للصلاة 1419هـ.
4- رسالة الإمام الخامنئي إلى المؤتمر السنوي السابع للصلاة 1418هـ.
5- رسالة المؤتمر الـ 16 للصلاة (23 شعبان 1428هـ).
6- رسالة المؤتمر الـ 21 للصلاة (21-محرّم-1434هـ).
7- رسالة المؤتمر الـ 16 للصلاة (23-شعبان-1428هـ).
8- رسالة الإمام الخامنئي إلى المؤتمر السنوي لإقامة الصلاة، المنعقد في مدينة زنجان 1417هـ.